الأربعاء، يوليو ٣٠، ٢٠٠٨

أثغاث أحلام

الآن، فالماضي لا يعني لي الكثير، والمستقبل - كما أريد أن أره - لن يأتي، الآن فقط، وكل شيء آخر ضرب من الجنون، الآن، أنت، وصوت الناي يتألق بداخلي، وموسيقى الأذان، تعزف على قرع طبول الحرب ما بين شرايني، هكذا أتوقف الآن، أَضمك لصدري، أثغاث أحلام، تطارد الكوابيس بقلبي، تلك التي تتمترس في كل ليلة، قبل النوم، لتقطع عنه الامداد، فتتساقط ذراتي عطش وجوع، كوابيس لا تفي بوعودها بقتلي، والأحلام تأبى لي فعل الحب، الآن وتمضي لحظة الموت (النوم) وتستكين كينونتي أرق.

أستبقيك، أجلس أهدهد جسدي، أشعر بحبات العرق وهي تسيل، بكاء جسدي، منذ أن جفت دموعي، أحاول أن أسترضيك قليلا، في بالي، لتبقين تسلين صحوي بين بين، آراك كما المرة الأولى التي رسمتك في بالي، جالسه على سريري ، شعرك شلال في الغابة المسحورة، وجسدك العاري، يرتعش، رغبة وخجل، ترفعين الغطاء الأبيض على صدرك، ويأبى هو أن يغطي ركبتيك، تبتسمين كما طفل يشعر بالذنب حين يعود بقميص ممزق بعد اللعب، تنظرين فيّ، كأنك تحفظين ملامحي، أو كأنك ترين نفسك فيّ، أما أنا فلا أرى سواك، هكذا لم تزلي تغضين مضجعي كل ليله إن جاز التعبير.

أعيد ترتيب الحروف، أسرد كل شيء يمكن أن يكون، أفترض أنه كائن، أنا من نفخ الله بي من روحه، يتملكني التأله، أقول كن، فيكون، أشعر بك، تغزين كل شراييني، يحتدم بداخلي فعل الحب، الجنس اللذيذ، تسُرين في أذني وأنتي تتأوهين، بخوفك مما هو، فأطمئنك بقبله، تضمينني أكثر، تصكين على أسنانك لألا تخرج صرخة اللذه، تغرسين أضافرك فيّ، فأشعر بالدم الدفء يرسم خارطة الجنة على ظهري، فأرتعش، وأفقد قدرتي على الإحساس بأي شيء سوى جسدك الخمري، أفقد إتزاني، أرجوك أن لا تتوقفي، فتتفجر أنهار الحب لتسقي غابتك المحرمه.

أعود، فأصلي ركعتين، شكرا لله، أدعوه، وأبكي فرحا، يرتعش جسدي حبا، أمسك سماعة الهاتف، وأتصل بك، تردين:

-ألو،
-أأنت نائمة؟
-لا كنت أحلم بك
-وأنا كذلك

فلسفات أحمق

أعظم ما يمكن أن تفعل
هو أن تجد حبا لعاهرة

أحقر ما يمكن أن تكتب
قصيدة شعر
ثمن
لليلة عهر

أصرخ

أصرخ
اللعنة
علي أستريح
هذا الوطن المفروض علينا
عفن
وتفوح منه رائحة البيض الفاسد
كلما هبت في جنباته ريح

أصرخ اللعنة
علي أرتاح
ففي وطني
أن كان أبوك شريفا
أو رباك لتكون
تصير أحلامك ملكية عامة
ويصبح عرضك مباح

أدمنت

أدمنت

خمر وجنتيك

وبياض العيون

وشفتيك

التي تثير في داخلي

رغبة جامحة لأداعب حلمتيك

مجنون أنا

وما عاد يشفيني

ما يقرءه علي شيخ الفريج

من آيات بينات

أو تعاليم التوراة

أوقصص الأنجيل

أو حتى مسحات المسيح

حين يتراءى لي

كلما كان مسيح


أجرجر قدمي الكسيحة

لأستلقي بجانبها

ألقي تعبي

حنقي

قلقي

ونظرات الأخرين القبيحة

نشيد الأبجدية الذي روعني

وجدول الضرب

ودفتر التعبير

كلما كان استاذ العربي

يمارس تعابير السب الفصيحه

أنظر إلى نفسي

فأجدني

على الرغم من سنيني السبع

بعد الثلاثين

لا زلت أرتجف

بالقرب من الإلهه

حين تكون الإلهة جريحة

فأرتل صلواتي

أدعو لها

عندها

أن تمارس التطهير

بكاء

صراخا

لتعود

لصفاء القريحة

حديث الصمت

تتساقطين كما أوراق الخريف كلما مر الفجر، تستمسكين بطرف الغطاء على أطراف أنفك، لك أن ترجي الزمان أن يصطبر، ولكنه لا ينتظر، قيل أن الزمان قطار، دون محطات، كل ما يمكن أن تفعلي هو التتعلق بأي زائدة أو نتوء، كل ما يمكن أن تفعلي هو أن تعيشي بلا فائدة أو سوء

***

أنا لا شيء، وأنت حتما كذلك، ولكنك تقتاتين غرورك، حتى صار الغرور هامدا على صدرك، يحطم ألقك اليومي، يجرك إلى التهلكه

***

ألا تعلمين أن الياسمين إذا فقد عبقة صار عفن
ألا تعلمين أن غرورك يحيل ثوب الزفاف كفن

***

هكذا صرتي إذا، بقايا إنتفاء، وعصر ترا~ى له الجحيم من خلال طلول الضياء، هكذا توقفت قليلا لأحي أملي بأن تفقدي عذريتك، لعلك بذلك تدركين، أن العذارى حين يمارسن لعبة التمنع، خوفا من الانتماء، لا يبقى منهم سوى العهر وإن لم يشترى بماء

***

تبقين، وأموت
تتحدثين، وأنا يغلفني السكوت
الحديث فناء وتهكله
والخلود ديدن السكوت