الاثنين، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٥

أواصل الحماقة

أواصل الحماقة،
مرة أخرى ، فحمقي هو ما تبقى لي منذ أن وقعت ضحية لحبك والفاقة،
أواصل الحماقة،
أودعك الطريق وبعد المسافه
وأستلقي بقايا جسد في غرفة الإفاقة
أواصل الحماقة،
وأتغطى بلحاف صنع في الصين ،
رسمت عليه زهور دنقل في باقة
أواصل الحماقة
غرقي الذي أعشق
ولكل منا أن يعشق غرقه
موتي الذي أرتضي
ولكل منا أن يرتضي موته، بصفاقة
أواصل الحماقة
مرة أخرى وأخيرة قبل أن أستأذن بالإنصراف
أستمسك في اللحظة الأخيرة بطرف الإنعطاف
أقاوم بإحتراف
الثانية الأولى قبل الإنحراف
أستودع مكان وداعنا وأتركني للإنجراف
أخاف ولا أخاف
أقابل ملاكا
أجده يشبهك
يذكرني بك
بلا رداء أبيض
حين نزعتي رداءك الأبيض
حين مارستك معك لأول مره
حين غزلت منك عقد ياسمين
حين سكرنا مع الخيام دون نبيذ
يوم كان عشقنا بريئا
وطعم شفتيك المرتجفة لذيذ
جسدك الأبيض كما الثلج في أول نيسان
يضم رمانه بحنان
يوم ولادتك الأولى كأنثى
وولادتي الأخيرة كرجل
حينا، وحينا وحين
راح زمان الياسمين
وبقى زمن الحماقة.

الثلاثاء، نوفمبر ٠١، ٢٠٠٥

أواصل البوح

أواصل البوح، هوسي، ولكل منا أن يختار هوسه، أشعر برغبة شديدة للإنحراف كلما رأيتك، وأنا أعلم إن إنحراف الأجرام إحتراق، نسير في مدارين لايتقاطعان، نتقارب كثيرا ، لربما أكثر مما يجب، أمد يدي في كل مره لأسرق لمسه من يدك، لحظات بطعم النبيذ في زمن رديئ ، تعينني على جوره.

حين اللمس أختزلك ، أختزلني ، أختزل الحرمان ، المكان، الزمان وطعم الرمان في شفتيك، أختزل الحنين إليك ، حلمي في أن أضمك لصدري، أغاني فيروز بصوتها الفيروزي، وبصوتي الأجش، قصائد نزار التي لم يفهمها أحد في حب بلقيس ، أنتي بلقيسي، الجهات الأربع التي أتناثر بها ، شموعي التي تحترق كل ليلة ، طعم الرمان في شفتيك، أنفك، خصلات شعرك كما في حلمي الرطب قبل عام، لون فستانك الشذري ، كما أسميته يوما، فأنا ككل الرجال متخلف في علم الألوان، ملمس بشرتك في كل مكان ، والزغب في ظهرك، حب الخال في كل الأماكن المحرمة ، صدرك الذي على الرغم من كل القيود يسعى دوما ليغريني، عيناك التي تراقبني أكثر من كل العيون، السكون الصاخب، التانجو الذي يرقصني، ولا أرقصه، وأطفالي الذين ولدوا في زمان آخر ،،، حين اللمس أختزل عشقي وأغزل قميص يوسف الذي مزق من دبر.

حين اللمس، أضحك كما طفل ، أللعب كما طفل، أتعلق بك كما طفل، أبني قصورا من الرمل كما طفل، آكل الأيس كريم كما طفل ، أواصل الحديث كما طفل ، أسأل كما طفل، أنام كما طفل، أصحو كما طفل، أقبلك كما طفل، أقفز كما طفل، أضحك كما طفل، أركض كما طفل، أقع كما طفل، أبكي كما طفل، تحملينني كما طفل، وتقبلين الجرح كما طفل، فأطيب كما طفل،،، حين اللمس أختزل طفولتي وأغزل قبعتا لأدفئ أذني.

حين اللمس، أفقد هدوئي ، حكمتي، إتزاني، أقنعتي التي صارت اللباس الرسمي منذ زمان التفاح، أفقد حروفي ، لغاتي التي أتكلم بطلاقة وتلك التي أحلم بها، أفقد قدرتي على التواطئ مع الجميع في حب الأرض، الوطن ، العلم ، النشيد الوطني، وكل القيود المفروضة والمختارة، أفقد عقالي الذي على الرأس والذي على الدابه، أفقد حتى خوفي من نص يأخذني إلى اليم، لأضم بكل جوارحي غرقي،،، حين اللمس أختزل كل هوياتي لأغزل شال هديه لرقبتي.

حين اللمس ، أرفع ذراعي كما نورس، أدور أدور أدور، أواصل الدوران وأهمهم ، أتأتأ ، أبأبأ ، أتمتم، أغمغم، أدندن، ثم أكعكع ، فعل هذيان، أرقص كما لم أرقص من قبل، أصرخ كما لم أصرخ من قبل ، أغني كما لم أغني من قبل، وأضحك كما لم أضحك من قبل ،،، حين اللمس أختزل جنوني لأغزل غطاء لوسادتي.

حين اللمس، أختزل حمقي، لأغزلك كأس نبيذ وأسكر.