الاثنين، أبريل ١٦، ٢٠٠٧

دعوني أحب

تحتضر، في اللحظة الأولى قبل الإزدياد وتموت في اللحظة الأولى بعد الولادة، تعشق بحماقة للمرة الأولى في كل مرة، وتستبيح نفسك في كل لحظة، فيظن كل هؤلاء الحمقى بأنك وحيد النفس والروح والإنتماء، يستمسك الموتى بالحياوات وتهيم أنت بالموت اللذيذ، الموت الأسمى، الموت المستمر، المتكرر، المنصب تاج على رؤوس الأحياء.

تختلق الملك ، روحك الباقية قبل النفس وبعدها، تخيط ثوب زفاف من كل الأكفان التي تتلحف، السوداء منها والبيضاء الناصعة، تلبسه هي ، لتحبها كل يوم لأول مره، من أول نظرة، من أول إبتسامة، من أول لقاء، من أول قبلة، من أول مره تلمس فيها كفها، ذراعاها، وجهها، رقبتها، فتتوقف لتصلي ركعتين فبل فعل الحب الأحلى ، الأول، والأخير.

تجلس وحيدا لا تسب قدرك، ولا تلومه، فقد تعلم الحماقة منك، و الإنطواء ، الوحدة ، الحزن ، الألم، البكاء، الغربة، الجو الغائم، المطر ، المنفى، الإحتقان، السواد، القحل، الموت الأول والأخير منك.

عنك يتسائل الحمقى فتقف شامخا ، معتزا ، وتصرخ، أنا اللاشيء الذي يمثل كل شيء ، فدعوني أحب، وأحب، وأحب، حتى أصير أنا الخبز والماء والجنس.